ذكرت محكمة بريطانية ان امرأة ألفت كتاباً عن تجربتها في العراق في ظل نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تعرضت للضرب حتى الموت والحرق على يد صهرها العراقي، الأمر الذي نفاه، مؤكداً بأنها أصيبت في رأسها في وقت سابق فيما حاول هو إنقاذها من الحريق الذي اندلع في منزلها بغيابه.
وقالت صحيفة 'دايلي تلغراف' البريطانية امس الخميس ان الشرطة البريطانية عثرت على جثة بولين نولز السامرائي، 72 عاماً، في منزل العائلة في بلدة روتينغدين بمقاطعة ساسعيب الشرقية في 22 نيسان (أبريل) من العام الماضي، واتهمت الشرطة زوجها السابق العراقي محمد صبح،41عاماً، والذي كان متزوجاً من ابنتها ندى وقتها، بقتلها.
وأضافت الصحيفة ان صبح ادعى أمام المحكمة أنه وزوجته وأطفاله الثلاثة لم يكونوا موجودين في المنزل عند وقوع الحادث، وعندما عادوا إليه سمعوا جرس إنذار الحريق ينطلق من داخله فاقتحم المنزل في محاولة لإنقاذ حماته، عازياً الجروح التي وجدت في رأسها إلى سقوطها على الأرض في يوم سابق.
لكنها أشارت إلى ان صبح اتهم بضرب نولز ـ السامرائي على رأسها مراراً بالجهاز التناسلى معدني وسكب سائلا على جسمها قبل إضرام النار فيه، فيما أظهرت نتائج تشريح الجثة انها توفيت نتيجة إصابتها بجروح في الرأس ناجمة عن الضرب بأداة غير حادة.
وذكرت المحكمة ان الفحوص أظهرت عدة جروح ناجمة عن الدفاع عن نفسها على يديها.
واحترق الجزء الأعلى من جسم المرأة بالكامل، فيما كانت النيران لا تزال تلتهب في فخذيها عند وصول عناصر الإطفاء استجابة لطلب صهرها للمساعدة.
يذكر انه عندما سألته الشرطة إن كان لحماته أعداء، أجاب صبح انها 'كانت امرأة مسالمة ومحبة'، لكنه أشار إلى وجود شخص تكرهه وهي امرأة كانت تعرفها في العراق وتحملها مسؤولية قتل زوجها وابنها.
وأوضحت المحكمة ان الزوج الأول لنولز ـ السامرائي، المولودة في يوركشاير، هو عراقي تعرفت عليه عندما كان يدرس في بريطانيا في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وشغل لاحقاً منصب نائب وزير النفط في نظام صدام حسين، واوضحت ان لديها منه ولدين هما ندى وبول.
وهربت نولز ـ السامرائي مع ابنتها ندى إلى بريطانيا بعد قيام نظام صدام حسين بإعدام زوجها وابنها بول، ونشرت في العام 2007 كتاباً عن تجربتها في ظل النظام العراقي السابق حمل عنوان 'مذكرات أم عن الحب والخسارة الوحشية داخل نظام صدام حسين'. وينفي صبح تهم القتل الموجهة ضده، فيما تواصل المحكمة النظر في القضية.