يمشي في ذلك الشارع الضيق…وقد بدا أكثر ضيقاً…لضيق ٍ في نفسه…تنهد رافعاً نظراته إلى السماء… علّه يلقف رحمة قادمة منها…أو أن تأتي ملائكة موته…فتنتشل روحه من جسده الكسير…بعد أن أيقن عجزه عن إحراق مشاهد الذكرى من ذاكرته…
كبت لمشاعره…صمت يجبر شفتيه على الالتصاق ببعضهما…جمود يكسو قسماته المخادعة…
قد عاهد نفسه في إحدى ليال سنوات نضجه الأولى…قبل أن يدرك الحب أو يتجرأ على تقليب صفحاته المرائية…بأنه ومهما تمادت أفعال الزمن الطائشة…ومهما أصابته لعنة الأيام بضرر… لن يسمح للبكاء بالاقتراب منه أو أن يلين قلبه الذي لطالما عمل بنفسه على ازدياد قسوته…كي يفاجئ زمنه في مواقف ثورانه بفؤاد صامد…و وفاء ً لوعد ٍٍ عَقَدَه في أعماقه لم يستطع إسقاط دمعة واحدة… ولكن هذا لم يمنع سلسلة آهاته المتألمة من الاستمرار…كلما لاحت ذكرى الأمس أمام عينيه المعذبتين…تلك الإنسانة…تلك الأنثى…تلك التي لم تصمد قسوة قلبه أمامها…تلك التي بعثت مع أنفاسه بأنفاسها كي تخبره بأن للحياة معنى…وبأن الحب أعمى…وبأن قلبه لها حتماً سيهوى…تلك التي وقفت بالأمس أمام جسده التواق لها…بارتباك كسا ملامحها الفاتنة… كي تعلن له بأن للعشق نهاية…وبأنه مجرد غواية…وبأن الغد يحمل لكليهما مع غيرهما للحب بداية…
صرخ صرخة…أزعجت نوافذ المباني من حوله…محاولاً إبعاد كل صورة تعرضها ذكرياته… تمنى بأنه فقد سمعه وبصره بالأمس…قبل أن يرى الغدر بعينيه…ويسمع كلماتها الجارحة بأذنيه… لكن أمنياته لم تجدنفعاً…فقد كان ما كان…وانتهى كل شيء…
سار بخطواته وهو واثق بأنه يستطيع أن يكمل طريقه إلى حيث يريد وهو مغمض عينيه…لكنه لم يفعل…فلم يرد لأي مشهد أو صورة أن تنساب من ناظريه…لم يعلم في البداية ما الذي يقوده إلى منزلها لكنه ومع سير خطواته…أحس برائحة الانتقام تتسلل إلى أنفه…وشعر بأن قلبه قد بدأ شيئاً فشيئاً يعود إلى سابق قسوته…ورسم ابتسامته الخبيثة على شفتيه…وهو جاهل لما بدّل مشاعره بهذه السرعة…أسرع في خطواته وهو يرسم الانتصار على تلك الجثة مُقَدَّماً أمام عينيه… ويتحسس السكين في جيبه…
وصل إلى الحي الذي تسكن فيه من ستغدو قتيلته…بدأ يهرول والعجلة تأمره بأن يزيد…لكنه بدأ بالتباطؤ عندما لاحت له سيارة أمام منزلها…وشخص ملقى على الأرض وقد سُتِر جسده بغطاء أبيض…لمح أناساً بالقرب من ذلك الجسد…والحزن يكسو ملامحهم…تقدم أكثر وسأل…ليجيبه رجل وهو يشير إلى منزلها...قائلاً "ابنتهم الكفيفة…دهستها السيارة بعد أن خرجت وحدها من منزلهم وهي تنوي زيارة جارتها"
أصاب الجمود كل أجزاء جسده…حتى أن جفونه أبت التلاقي…وهو يتذكر…ويتذكر وتكاد الذكرى تقتله… تذكر…بأن حبيبته وحيدة أمها وأبيها…بأن حبيبته…دائماً ما كانت تتحسس ملامح وجهه…بأن حبيبته لطالما طلبت منه إيصالها إلى هذا الحي…بأن حبيبته مستلقية الآن أمام الجميع…بعد أن رافقتها روحها…
سقطت دمعة واحدة وأبت أن تفارق وجنته...أخرج سكينه…وتحسس بيده الأخرى مكان قلبه…
كبت لمشاعره…صمت يجبر شفتيه على الالتصاق ببعضهما…جمود يكسو قسماته المخادعة…
قد عاهد نفسه في إحدى ليال سنوات نضجه الأولى…قبل أن يدرك الحب أو يتجرأ على تقليب صفحاته المرائية…بأنه ومهما تمادت أفعال الزمن الطائشة…ومهما أصابته لعنة الأيام بضرر… لن يسمح للبكاء بالاقتراب منه أو أن يلين قلبه الذي لطالما عمل بنفسه على ازدياد قسوته…كي يفاجئ زمنه في مواقف ثورانه بفؤاد صامد…و وفاء ً لوعد ٍٍ عَقَدَه في أعماقه لم يستطع إسقاط دمعة واحدة… ولكن هذا لم يمنع سلسلة آهاته المتألمة من الاستمرار…كلما لاحت ذكرى الأمس أمام عينيه المعذبتين…تلك الإنسانة…تلك الأنثى…تلك التي لم تصمد قسوة قلبه أمامها…تلك التي بعثت مع أنفاسه بأنفاسها كي تخبره بأن للحياة معنى…وبأن الحب أعمى…وبأن قلبه لها حتماً سيهوى…تلك التي وقفت بالأمس أمام جسده التواق لها…بارتباك كسا ملامحها الفاتنة… كي تعلن له بأن للعشق نهاية…وبأنه مجرد غواية…وبأن الغد يحمل لكليهما مع غيرهما للحب بداية…
صرخ صرخة…أزعجت نوافذ المباني من حوله…محاولاً إبعاد كل صورة تعرضها ذكرياته… تمنى بأنه فقد سمعه وبصره بالأمس…قبل أن يرى الغدر بعينيه…ويسمع كلماتها الجارحة بأذنيه… لكن أمنياته لم تجدنفعاً…فقد كان ما كان…وانتهى كل شيء…
سار بخطواته وهو واثق بأنه يستطيع أن يكمل طريقه إلى حيث يريد وهو مغمض عينيه…لكنه لم يفعل…فلم يرد لأي مشهد أو صورة أن تنساب من ناظريه…لم يعلم في البداية ما الذي يقوده إلى منزلها لكنه ومع سير خطواته…أحس برائحة الانتقام تتسلل إلى أنفه…وشعر بأن قلبه قد بدأ شيئاً فشيئاً يعود إلى سابق قسوته…ورسم ابتسامته الخبيثة على شفتيه…وهو جاهل لما بدّل مشاعره بهذه السرعة…أسرع في خطواته وهو يرسم الانتصار على تلك الجثة مُقَدَّماً أمام عينيه… ويتحسس السكين في جيبه…
وصل إلى الحي الذي تسكن فيه من ستغدو قتيلته…بدأ يهرول والعجلة تأمره بأن يزيد…لكنه بدأ بالتباطؤ عندما لاحت له سيارة أمام منزلها…وشخص ملقى على الأرض وقد سُتِر جسده بغطاء أبيض…لمح أناساً بالقرب من ذلك الجسد…والحزن يكسو ملامحهم…تقدم أكثر وسأل…ليجيبه رجل وهو يشير إلى منزلها...قائلاً "ابنتهم الكفيفة…دهستها السيارة بعد أن خرجت وحدها من منزلهم وهي تنوي زيارة جارتها"
أصاب الجمود كل أجزاء جسده…حتى أن جفونه أبت التلاقي…وهو يتذكر…ويتذكر وتكاد الذكرى تقتله… تذكر…بأن حبيبته وحيدة أمها وأبيها…بأن حبيبته…دائماً ما كانت تتحسس ملامح وجهه…بأن حبيبته لطالما طلبت منه إيصالها إلى هذا الحي…بأن حبيبته مستلقية الآن أمام الجميع…بعد أن رافقتها روحها…
سقطت دمعة واحدة وأبت أن تفارق وجنته...أخرج سكينه…وتحسس بيده الأخرى مكان قلبه…